للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الحاكم في المستدرك ــ وقال: «صحيحٌ على شرط الشيخين»، وأقرَّه الذهبيّ ــ عن عبد الله بن عمرٍو، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «يأتي على الناس زمانٌ يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمنٌ» (١).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرةٌ.

وفي فتح الباري: «قال ابن بطَّال: أعلم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن أمَّته ستتبع المحدثات من الأمور والأهواء، كما وقع للأمم قبلهم، وقد أنذر في أحاديث كثيرةٍ بأن الآخِرَ شرٌّ، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، وأن الدين إنما يبقى قائمًا عند خاصَّةٍ من الناس» (٢).

أقول: يشير [٤٩ ج] إلى الحديث المشهور: «لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك». وهو في الصحيحين وغيرهما من رواية جماعةٍ من الصحابة رضي الله عنهم، منهم: ثوبان ــ واللفظ له عند مسلمٍ ــ، وجابر بن عبد الله، ومعاذٌ، وأبو أمامة، وأبو هريرة، وسعد بن أبي وقَّاصٍ، وجابر بن سَمُرة، وعقبة بن عامرٍ، وسلمة بن نُفَيلٍ، وقرَّة بن إياسٍ، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان (٣).


(١) المستدرك، كتاب الفتن والملاحم، «يأتي على الناس زمانٌ يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمنٌ»، ٤/ ٤٤٢. [المؤلف]. وهو موقوفٌ على عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما.
(٢) الفتح ١٣/ ٢٣٥. [المؤلف]
(٣) انظر: البخاريّ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنَّة، باب قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين»، ٩/ ١٠١، ح ٧٣١١، [من حديث المغيرة بن شعبة]. وصحيح مسلمٍ، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم، ١/ ٩٥، ح ١٥٦، [من حديث جابر بن عبد الله]. وكتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ»، ٦/ ٥٢ - ٥٤، ح ١٩٢٠ - ١٩٢٥، [من حديث ثوبان، والمغيرة بن شعبة، وجابر بن سَمُرة، وجابر بن عبد الله، ومعاوية بن أبي سفيان، وعقبة بن عامرٍ، وسعد بن أبي وقَّاصٍ. وسنن أبي داود، كتاب الجهاد، بابٌ في دوام الجهاد، ٣/ ٤، ح ٢٤٨٤، من حديث عمران بن حُصَينٍ. وجامع الترمذيّ، كتاب الفتن، باب ما جاء في الشام، ٤/ ٤٨٥، ح ٢١٩٢، من حديث قرَّة بن إياسٍ، وقال: «هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ». وسنن ابن ماجه، كتاب السنَّة (المقدِّمة)، باب اتِّباع سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ١/ ٥، ح ٧. والمسند ٤/ ١٠٤ و ٥/ ٢٦٩، من حديث سلمة بن نُفَيلٍ وأبي أمامة]. وانظر: فتح الباري ١٣/ ٢٢٩ - ٢٣٠. [المؤلف]. وهو معدودٌ في الأحاديث المتواترة. انظر: قطف الأزهار المتناثرة ص ٢١٦، ح ٨١.