للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو ابن عبد الملك ضعفه ابن معين (١)، فلا ينفعه ذكر ابن حبان له في "ثقاته" (٢)؛ لما عُرِفَ من توسُّعه. وشيخه عبد العزيز فيه مقال (٣)، وروايته مرسلة، لأنه لم يُدرِك القصة، ولعل قوله: "يريد أن يُدرك الركعةَ" من ظنِّ عبد العزيز، ومع ذلك فوَقْعُ كلمة "ركعة" في هاتين الروايتين في سياق بيان أنه جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - راكع ربما يُسوِّغ في حملها على معنى الركوع، والله أعلم.

وأما الدلالة الثانية وهي قولهم: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ أبا بكرةَ على السلام معه، ولم يأمره بإتمامٍ ولا إعادةٍ"= ففي هذه الدعوى نظرٌ، ولفظ البخاري في "الصحيح" (٤) من طريق همَّام عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة: ... فذَكَر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: "زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ"، كما تقدم أولَ الرسالة، وليس فيه ما يُثبِت هذه الدعوى. ونحو ذلك من "سنن" أبي داود والنسائي (٥) من طريقي سعيد بن أبي عَروبة عن زياد الأعلم. ونحوه في "مسند أحمد" (ج ٥ ص ٣٩) (٦) من طريق أشعث عن زياد الأعلم. ونحوه في "المسند" أيضًا (ج ٥ ص ٤٦) (٧) من طريق قتادة وهشام عن الحسن البصري.


(١) انظر "تعجيل المنفعة" (ص ٥١) و"ميزان الاعتدال" (١/ ٣١٠) و"لسان الميزان" (٢/ ٢٨٥).
(٢) "الثقات" (٦/ ١١٣).
(٣) انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (٦/ ٣٣٢).
(٤) رقم (٧٨٣).
(٥) أبو داود (٦٨٣) والنسائي (٢/ ١١٨).
(٦) رقم (٢٠٤٠٥).
(٧) رقم (٢٠٤٧٠، ٢٠٤٧١).