للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا نزل مكة واطمأنّ الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف على راحلته، يستلم الرُّكن بمِحْجَنٍ في يده، فلمّا قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له، فدخلها ... ".

محمد بن جعفر وعبيدالله من رجال "الصحيح". وابن إسحاق حسن الحديث.

فهذا الخبر يدلُّ على أنّ صلاته - صلى الله عليه وسلم - بعد خروجه كانت ركعتي الطواف، ومن سنته - صلى الله عليه وسلم - أن يصلّيهما خلف المقام.

فأمّا صلاتُه في الكعبة ــ على القول بها ــ فهي تحيّتها.

ثبت بما تقدم أنّ صلاته - صلى الله عليه وسلم - عقبَ خروجه من الكعبة كانت خلف المقام، وأنّ المقام حينئذٍ كان عند جدار الكعبة.

لمّا دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكعبة كان ابن عمر غائبًا، فبلغه ذلك، فأقبل "يركبُ أعناقَ الرجال"، "المسند" (ج ٦ ص ١٣) (١)، فجاء وقد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبلال في الكعبة لمّا يخرج، فكان هَمُّ ابن عمر أن يزاحم ليسأل بلالاً: ماذا صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة؟

وفي تلك الأثناء صلّى النبي ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ خارج الكعبة.

فكأنّ ابن عمر اشتغل بالمزاحمة والمساءلة، فلم يُحقّق أإلى المقام صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أم عن يساره، أم عن يمينه؟ فاقتصر على قوله: "في وجه الكعبة".


(١) رقم (٢٣٨٩٧). وإسناده ضعيف، لضعف عثمان بن سعد أحد رجال الإسناد.