للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عاصم عن المسيّب بن رافع قال: كان عبد الله يقول: كنا يُسلِّم بعضُنا على بعض في الصلاة، سلامٌ على فلان، وسلامٌ على فلان، قال: فجاء القرآن: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ}.

أقول: أبو بكر بن عيَّاش ثقة يغلط إذا حدَّث من حفظه؛ ولكن هذا من روايته عن عاصم بن بهدلة، شيخه في القراءة، وهذا مما يتعلَّق بها؛ فالظاهر أنَّه أتقنه، إلَاّ أنه منقطعٌ، المسيّب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود، قاله أبو حاتم وغيره (١). ولكن ثبوت هذا الأثر عن المسيّب عمن أخبره عن عبد الله كافٍ في معارضة الآثار المتقدِّمة.

وقد أخرج أحمد وأبوداود والنسائي وصحَّحه وابن حبان (٢) وغيرهم من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: كنَّا نُسلِّم في الصلاة، ونأمر بحاجتنا؛ فقدِمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يصلِّي، فسلَّمت عليه فلم يردَّ عليَّ السلام، فأخذَني ما قَدُمَ وما حَدُثَ، فلما قضى صلاته قال: "إنَّ الله يُحدِث مِن أمره ما شاء، وإنَّ الله قد أحدث أن لا تَكَلَّموا في الصلاة".

وفي روايةٍ (٣): "كنا نتكلَّم في الصلاة، ويُسلِّم بعضنا على بعض، ويُومئ أحدنا بالحاجة" الحديث.


(١) انظر "تهذيب التهذيب" (١٠/ ١٥٣).
(٢) "المسند" (٣٥٧٥) وأبو داود (٩٢٤) والنسائي (٣/ ١٩) وابن حبان (٢٢٤٣، ٢٢٤٤). وأخرجه أيضًا الطحاوي في "معاني الآثار" (١/ ٤٥٥) والبيهقي (٢/ ٢٤٨، ٣٥٦) وغيرهما.
(٣) عند أحمد (٤١٤٥) والبيهقي (٢/ ٢٤٨).