للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صليتم؟ كم بقي" إلخ. وقوله (١): "كانوا يتكلَّمون في صلاتهم بحوائجهم أولَ ما فُرِضت عليهم". وقول معاوية بن قرَّة (٢): "كان الناس يتكلَّمون في الصلاة"= فالمراد بذلك كلِّه السؤال والكلام جهرًا، وهو الذي منعتهم منه هذه الآية، وبقي الكلام مسارَّةً مباحًا لهم حتى نزلت آية القنوت.

ولذلك قال زيد (٣): "فيكلِّم أحدُنا صاحبَه وهو إلى جنبه في الصلاة"؛ وهذا ظاهر في المسارَّة.

فأما ما مرَّ عن مجاهد (٤): كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرأ في الصلاة، فسمع قراءة فتى من الأنصار؛ فنزلت: وذكر الآية= فإن صحَّ فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه [ص ٥٣] وآله وسلَّم لما سمع ذلك الفتى يرفع صوته تلا الآية بعد السلام؛ تنبيهًا لذلك الفتى بأنَّ الآية منعت المأموم عن رفع الصوت؛ فسمعه بعض صغار الصحابة، فظنَّ أنَّ الآية إنما نزلت حينئذٍ.

ولهذا نظائر في أسباب النزول. ومن يجيز تعدد نزول الآية الواحدة يجيء احتماله هنا، والله أعلم.

وهكذا ما تقدَّم عن الزهري (٥)؛ إن صحَّ.

وقال البخاري في "جزء القراءة" (٦): "وقال مجاهد: إذا لم يقرأ خلف


(١) في المصدر السابق (١٠/ ٦٦١).
(٢) في "السنن الكبرى" (٢/ ١٥٥).
(٣) عند البخاري (١٢٠٠) ومسلم (٥٣٩).
(٤) في "السنن الكبرى" (٢/ ١٥٥).
(٥) في "تفسير الطبري" (١٠/ ٦٥٩، ٦٦٢).
(٦) (ص ١١٩).