للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو داود في "السنن" (١): وقوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ؛ لم يجئ بها إلَاّ سليمان التيمي في هذا الحديث.

وقال الدارقطني (٢): هذه اللفظة [ص ٥٩] لم يتابَع سليمان التيمي فيها عن قتادة، وخالفه الحفَّاظ فلم يذكروها.

قال: وإجماعهم على مخالفته يدلُّ على وهمه.

وقال الحافظ أبوعلي النيسابوري (٣): خالف جرير عن التيمي أصحابَ قتادة كلَّهم في هذا الحديث، والمحفوظ عن قتادة رواية هشام الدستوائي وهمَّام ... ورواه سالم بن نوح عن ابن أبي عروبة، وعمر بن عامر عن قتادة؛ فأخطأ فيه.

ذكر هذا كلَّه البيهقي في "سننه" (٤)، ثم ذكر رواية سالم بن نوح من طريق الدارقطني، وذكر قول الدارقطني: سالم بن نوح ليس بالقوي.

اعترضه صاحب "الجوهر النقي" (٥) فقال: "سالم هذا وإن قال الدارقطني: ليس بالقوي، فقد أخرج له مسلمٌ وابن خزيمة وابن حبان ... ".

أقول: لم ينفرد الدراقطني بتوهين سالم؛ فقد قال الدوري عن ابن معين: ليس بشيءٍ، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجُّ به، وقال النسائي:


(١) عقب الحديث رقم (٩٧٣).
(٢) انظر "العلل" (٧/ ٢٥٢ - ٢٥٤) و"سنن الدارقطني" (١/ ٣٣١).
(٣) كما نقل عنه البيهقي في "السنن" (٢/ ١٥٦).
(٤) في الموضع المذكور.
(٥) (٢/ ١٥٥).