للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رُوي الحديث من طريق سفيان وشريك في عدَّة كتب (١) بدون ذكر جابر.

وقد كان "مسند أحمد بن منيع" مشهورًا متداولًا بينهم؛ فيبعد غاية البعد أن يكون فيه الحديث موصولًا عن سفيان وشريك، ولا ينبِّه عليه أحد من المتقدمين. فهذا يبيِّن أنَّ ما نقله ابن الهمام (٢) عن "مسند أحمد بن منيع" خطأ في تلك النسخة، ولا يُعلم بخط من هي، وكيف حالها؟

والظاهر أنه وقع فيها سقط أو تحريف؛ فإنَّ إسحاق الأزرق ــ الذي وقع في النسخة الروايةُ عنه عن سفيان وشريك ــ يروي هذا الحديث بعينه عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى.

قال الدارقطني (٣): "حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا محمد بن حرب الواسطي ثنا إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شدَّاد عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".

والإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى عَدْل رضًا مأمون، وأكبر من ذلك، ولكن أئمة الحديث من أصلهم إذا تعارض الوصل والإرسال الاجتهادُ


(١) انظر "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣٧٦) و"معاني الآثار" للطحاوي (١/ ٢١٧) و"السنن الكبرى" للبيهقي (٢/ ١٦٠).
(٢) في "فتح القدير" (١/ ٣٣٨). وقد سبق نقل الحديث ضمن حجج القائلين بأن المأموم لا يقرأ مطلقًا.
(٣) في "السنن" (١/ ٣٢٣).