للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبد الله بن شدَّاد غير معروف بالرواية عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، [ص ٨٦] وحديث جابر في "مسند أحمد" في أربعٍ وخمسين ورقة (١) ليس فيه شيء من رواية ابن شدَّاد عنه.

وجابر بن عبد الله الراسبي البصري لم تثبت له صحبة، وهو رجلٌ مجهول.

ويحتمل أن يكون جابر الواقع في رواية الإمام أبي حنيفة هو الأنصاري على ما هو المتبادر، ويكون ابن شدَّاد لم يسمع هذا الحديث منه؛ بل سمعه عن رجل من أهل البصرة يقال له أبو الوليد عن جابر. ولعلَّ ابن أبي عائشة إنما اختار الإرسال غالبًا لأحد هذين الاحتمالين، أو لأنه كان يشكُّ.

وقد روى ابن المبارك الحديث عن أبي حنيفة مرسلًا (٢) كالجماعة؛ فهو المتيقِّن، ولا يصح الحكم بوصله لاضطراب ابن أبي عائشة فيه كما رأيت.

فأما زيادة "في الظهر أو العصر" فما إخالها إلَاّ مدرجة، فقد أخرج الدارقطني (٣) من طريق ابن أخي ابن وهب بسنده المتقدِّم، عن عبد الله بن شدَّاد بن الهاد عن جابر بن عبد الله أنَّ رجلًا قرأ خلف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: "من قرأ منكم بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟ " فسكت القوم، فسألهم ثلاث مرات، كلَّ ذلك يسكتون، ثم


(١) (٣/ ٢٩٢ - ٤٠٠) من الطبعة الميمنية سنة ١٣١٣.
(٢) كما في "السنن الكبرى" للبيهقي (٢/ ١٦٠).
(٣) (١/ ٣٢٥).