للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حنيفة، وليس فيه ذكر الظهر أو العصر. وهكذا روي من طرق أخرى بدونها.

وأما رواية الأسود بن عامر ومن معه عن الحسن بن صالح عن أبي الزبير (١)؛ فقد رواه يحيى بن أبي بكير وإسحاق بن منصور وغيرهما عن الحسن بن صالح عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم عن أبي الزبير (٢)، وهذا هو الراجح.

قال العراقي في خَفِيِّ الإرسال (٣):

فعدم السماع واللقاءِ ... يبدو به الإرسال ذو الخفاء

كذا زيادة اسم راوٍ في السند ... إن كان حذفه بعَنْ فيه ورد

ويؤكِّده أنَّ الحسن بن صالح لم يثبت له لقاء أبي الزبير، وإن كان أدركه.

وأما قول مسلم [ص ٨٧] رحمه الله: إنه يكفي في الحكم بالاتصال المعاصرة لغير المدلس؛ فذاك خاص بما إذا لم يرد الحديث من جهة أخرى بذكر واسطة كما هنا.

ولعلَّ الحسن بن صالح علم أنَّ الأسود ومن وافقه يعلمون أنه لم يلق أبا الزبير؛ فلذلك أرسل الحديث عن أبي الزبير.


(١) سبق تخريجها من "مسند أحمد" (١٤٦٤٣) و"مسند عبد بن حميد" (١٠٥٠) و"مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣٧٧).
(٢) أخرجه كذلك الطحاوي (١/ ٢١٧) والدارقطني (١/ ٣٣١) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٦٠) وفي "القراءة خلف الإمام" (٣٤٣، ٣٤٥).
(٣) في "ألفيته" بشرحها "فتح المغيث" (٤/ ٦٩).