للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالجملة فصاحبا الصحيح البخاري ومسلم قد عرفا حال عبد العزيز، وعرفا ما قيل فيه، فاتفقا على الإخراج له في الصحيح. أما مسلم فيحتج به مطلقًا، وأما البخاري فيقرِنه بغيره، ويُفرِده في المتابعات والشواهد، وحديثه هذا متابعة.

وأما متابعة يحيى بن سعيد الأنصاري (١) لأخيه سعد فقد يقال: لعله إنما سمعه من سعد فدلَّسَه (٢)، وفيه نظر لوجهين:

الأول: أن يحيى لم يشتهر بالتدليس، وإن كان قد نُسِب إليه.

الثاني: أن في روايته زيادةً على الرواية المتواترة عن أخيه، كما يُعلم بمقابلتهما.

وأما متابعة عبد ربه بن سعيد (٣) لأخيه فهي بغاية الصحة، لأنها من رواية شعبة عن عبد ربه، وعبد ربه مع ثقته لم يُنسَب إلى تدليس البتَّةَ، وليس فيها إلّا أنه لم يصرِّح بالرفع إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهذا لا يضرُّ هنا، لأنّ مثل هذا لا يمكن أن يقوله أبو أيوب رضي الله عنه برأيه، فهو مرفوع حكمًا. نعم رواه الطحاوي (٤) من طريق ابن لهيعة عن عبد ربه عن أخيه سعد بسنده، ورفعه.


(١) أخرجها الحميدي في "مسنده" (٣٨٢) والنسائي في "الكبرى" (٢٨٧٩) والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٣٤٦) والطبراني في "الكبير" (٣٩١٤، ٣٩١٥).
(٢) مما يدلُّ على أن يحيى سمعه من أخيه سعد: أن الطبراني أخرجه في "الكبير" (٣٩١٢) و"الأوسط" (٤٩٧٦) من طريق حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعد بن سعيد به.
(٣) أخرجها النسائي في "الكبرى" (٢٨٧٨) والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٣٤٧).
(٤) في "مشكل الآثار" (٢٣٣٧).