للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا أنكر ما روى هذا الرجل فلا وجهَ للطعن فيه بأنه يروي مناكير.

وأما قول الأزدي: "كذاب"، فالأزدي نفسه واهٍ لا يُعتمد عليه. وهو محمد بن الحسين الأزدي، له ترجمة في "لسان الميزان" (٥/ ١٣٩) (١)، فراجعها إن شئت.

وأما قول عمرو بن جابر في علي رضي الله عنه: "إنه في السحاب" فأمرٌ توهَّمه، ولم يُنقَل عنه غيرُه مما فيه غلوٌّ مفرط أو طعنٌ في الصحابة رضي الله عنهم.

ومما يؤيد ما ذكرته في كلام الإمام أحمد أنه رحمه الله روى حديث عمرو هذا وكرَّره في "المسند" مرارًا كما رأيتَ، ثم احتج به مع غيره فيما حكى أصحابه عنه أنه قال في صيام ستة أيام من شوال: "رُوي هذا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بثلاثة أوجه". ذكره ابن قدامة في "المغني" (٣/ ٩٥) (٢).

ومراده بالثلاثة: حديث أبي أيوب وحديث ثوبان وحديث جابر، فإنها هي التي خرَّجها في "مسنده".

وبالجملة فحديثه هذا يصلح شاهدًا على الأقل.


(١) (٧/ ٩٠، ٩١) ط. أبي غدة.
(٢) (٤/ ٤٣٩) ط. التركي.