للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرجه مسلم في "صحيحه" (١)، وكذلك أخرجه البخاري في "صحيحه" (٢) عن سعيد بن محمد الجرمي عن يعقوب. ووقع عند بعض رواة البخاري "وأنا يومئذٍ المحتلم" (٣). أخرج البخاري (٤) الحديث ــ وفيه الكلمة المذكورة ــ في أبواب فرض الخمس عقب كتاب الجهاد: باب ما ذكر من دِرْع النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ونقل الحافظ في "الفتح" (٥) عن ابن سيد الناس أنه خطأ، لِما حكاه المؤرخون في عمر المِسور، وأن الصواب "كالمحتلم"، وأنه كذلك وقع في "مستخرج" الإسماعيلي من طريق يحيى بن معين عن يعقوب.

أقول: حكاية المؤرخين قد تقدم حالُها. ورواية الإمام أحمد بالمتابعة وتخريج صاحبي "الصحيح" أرجح، وعلى فرض أن الصواب "كالمحتلم" فهذا لا يقال لابن سبع أو نحوها، بل يكون فوق العشر. فالرد على المؤرخين بحاله. ولعل المسور وُلِد قبل الهجرة بسنتين فأخطأ سلف المؤرخين فقال: "بعد الهجرة بسنتين"، وتبعه غيره.

وتخريج الإمام أحمد الحديث في "مسنده" والشيخين في "صحيحيهما" بدون إنكار لهذه الكلمة "وأنا محتلم" يدلُّ دلالةً ظاهرةً على أن ما حكاه المؤرخون لا يُعرف له أساس ثابت. ويؤيِّد ذلك إضراب البخاري في


(١) رقم (٢٤٤٩/ ٩٥).
(٢) رقم (٣١١٠).
(٣) انظر "الفتح" (٩/ ٣٢٧).
(٤) رقم (٣١١٠).
(٥) (٩/ ٣٢٧).