للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الإله) المحلَّى بلام العهد فيه لكونه أشهر أفراد ذلك الجنس بكونه فردًا له بحيث صار ما عدا ذلك الفرد كأنه ليس فردًا يصير لفظ (الإله) عَلَمًا له بغلبته عليه وإن كان في أصله أَيْ مَعَ قطع النظر عن غلبته عليه يصحُّ إطلاقه على كلِّ فَرْدٍ من أفراد المعبود" (١).

وفي تفسير العلامة أبي السعود: "الإله في الأصل اسم جنس يقع على كلِّ معبود بحق أو باطل, أي مع قطع النظر عن وصف الحقية والبطلان لا مع اعتبار أحدهما لا بعينه, ثم غلب على المعبود بالحق كالنجم والصعق.

وأما (الله) بحذف الهمزة فَعَلَمٌ مختصٌّ بالمعبود بالحقِّ لم يُطْلَقْ على غيره أَصْلًا, واشتقاقه من الإلاهة والألوهة والألوهية بمعنى العبادة حسبما نص عليه الجوهري على أنه اسم منها بمعنى المألوه كالكتاب بمعنى المكتوب لا على أنه صفة منها، بدليل أنه يوصف ولا يوصف به حيث يقال: إله واحد، ولا يقال: شيء إله كما يقال: كتاب مرقوم، ولا يقال: شيء كتاب ... واعلم أن المراد بالمنكَّر في كلمة التوحيد هو المعبود بالحقِّ" (٢).

[١٧١] وفي لسان العرب: " (الإله) الله عزَّ وجلَّ وكلُّ ما اتخذ من دونه معبودًا إله عند مُتَّخِذِه، والجمع آلهة، والآلهة: الأصنام, سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها وأسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه.

وقال أبو الهيثم: فالله أصله إله، قال الله عزَّ وجلَّ: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا


(١) ١/ ٢٤. [المؤلف]
(٢) ١/ ٧. [المؤلف]