للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واسعًا وحظرتَ مباحًا وحرَّمتَ حلالاً، وسددتَ طريقًا مسلوكًا؟ ... (١).

وهذا المجموع اللغوي أثر من آثار العلَّامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي ــ رحمه الله رحمة واسعة ــ مِن أكابر العلماء في القرن الرابع عشر، قد بلغ من العلم أطْورَيْه (٢)، وإنَّه لذو بَزْلاء (٣)، وإنَّه لنِقابٌ (٤)، وإنَّه لشرَّاب بأَنْقُع (٥)، وإنَّه ليصدق عليه قول أكثم بن صيفي: "الأمور تَشَابَهُ مُقْبلةً، ولا يعرفها إلا ذو الرأي، فإذا أدبرت عرفها الجاهل كما يعرفها العاقل".

والشيخ المعلِّمي قد اهتم بفن العربية في بواكير طلبه العلم وأحبها حبًّا خالط لحمه ودمه؛ إذ كان يؤلف وينسخ في النحو وهو دون العشرين كما في رسالة الحقائق الآتية حيث انتهى منها عام (١٣٣٢ هـ)، واللطيفة البكرية قد انتهى منها ناسخها عام (١٣٣٧ هـ)، ونسخ شرح التحفة الوردية لابن الوردي ــ وهي منظومة في النحو معروفة شرحها ابن الوردي نفسه ــ نسخها عام (١٣٣٤ هـ)؛ إذْ قال في خاتمتها (٦): "تمت كتابته في النصف الثاني من السدس الأول من النصف الثاني من الثلث الثاني من الخمس الخامس من النصف الأول من الربع الأول من الثلث الأول من عام يا سلام بحسن


(١) انظر بقية الرسالة في "اليتيمة" (٢/ ٢١٤).
(٢) بكسر الراء وفتحها: أي أقصاه.
(٣) البزلاء: الرأي الجيد الصواب المحكم.
(٤) النقاب ــ بالتخفيف ــ: الرجل الفطن الذكي الفهم.
(٥) يضرب لمن جرَّب الأمور.
(٦) كما في الكشكول الآتي وصفه، وهي موجودة فيه (ص ٥٨ ــ ١١٠).