للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأوّلها المؤلف بقوله: "فإنْ صحَّ ــ أي لفظ تَفْحة ــ فمأخوذ من التفَّاح نفسه".

وأمَّا الثانية ــ وهي التفاحتان ــ فقد انفرد بها أبو الحسن الهُنائي المشهور بـ (كُراع النّمل) (ت ٣١٠ هـ) فقد جاء في كتابه "المنجد" (ص ١٥٢): "وتُفَّاحتا الفرس: رؤوس الفخذين إلى أمِّ الوَركيْن" (١)، ولم أجد هذا المعنى لغيره، وتناقلها عنه غير واحد كصاحب المحكم، والمجد وأشاروا إلى تفرّده بقولهم: "عن كراع" (٢).

والحاصل أنَّ مادة (ت ف ح) ليس لها مشتقات سوى كلمة (تفّاح) لذا رأى المؤلف أنَّ هذه الكلمة غير مأخوذة من تلك المادة النادرة، بل قد تكون من مادة معروفة لها اشتقاقات عديدة وهي مادة (ف وح)، واحتجَّ لهذا بالمناسبة بين (التفّاح) والفعل (فاح) في كون ذلك الثمر تصدر منه رائحة فوَّاحة، وهي مناسبةٌ ظاهرة.

ثم قوَّى هذا بالصناعة الصرفية، وبذكر نظائر لتلك الكلمة.

وقد أكثرتُ المراجعةَ والبحث في بطون المصادر اللغوية وغيرها، فلم أظفر بقولٍ لأحدهم يذهب فيه مَذْهب المعلّمي رحمه الله لكلمة (تفَّاح)، والله تعالى أعلم.

المسألة الرابعة:

تعرَّض فيها المؤلف رحمه الله لِضمير الشأن والقصة ــ كما يسميه


(١) في الأساس (١/ ٩٤) جعل قول كراع مجازًا فانظره.
(٢) وله في المعاجم تفردات كثيرة.