للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طريقة التلخيص والاختصار:

كان اختصار المؤلف اختصارًا بديعًا ــ كما سبق ــ وربما يكون إشارةً ولمحًا قد لا يفهمه القارئ حتى يرجع إلى الأصل (١)، ومن أساليبه في الاختصار:

- أنه يترك التعليلات والأسباب التي يذكرها الحريري في تصويب الكلمة، وكثيرًا ما يستطرد ــ أعني الحريري ــ بذكر فوائد لغوية أو نحوية أو صرفية، أو يستشهد بشواهد شعرية، أو يورد قِصَّة من قصص العرب أو مثلاً من أمثالها أو غير ذلك فيختصر المعلّمي هذا كلّه بالاقتصار على تصويب الكلمة، وربما أشار إلى السبب كما في لفظ (مائدة).

وكثيرًا ما كان المعلِّمي يصوغ العبارة بنفسه دون الالتزام بعبارة الأصل كما في قوله: (لا أكلّمه قط) من الدرة (٢) حيث أبدلها في المختصر بقوله: (لا أعلمه قط) (٣)، وكذلك ما جاء في قوله: (اصفرَّ وجهُه من المرض) (٤) أبدلها بكلمة الخوف (٥)، وكذلك عبارة: (اجتمع فلان مع فلان) حيث قال الحريري: "والصواب: اجتمع فلان وفلان ... " وذكر السبب وأطال (٦)، بينما


(١) انظر مثلاً (ص ٨): لثفل ما يعصر: تجير، الوعل: تيتل.
(٢) (ص ١٦)، ط محمد أبو الفضل إبراهيم.
(٣) انظر (ص ٢).
(٤) الدرة (ص ٣٣).
(٥) انظر (ص ٤).
(٦) انظر: الدرة (ص ٣٤).