للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ما معنى الشبهِ المعنوي في الإبهام والاختصاص واعتوار المعاني؟

- أمَّا في الإبهام فلأنَّه يحتمل الحال والاستقبال كاسمِ الفاعل، وأمَّا الاختصاص فتخصيص المضارع للاستقبال بالسين أو سوف، واسم الفاعل بالآن أو غدًا، وأمَّا اعتوار المعاني ففي الاسمِ مثل: (ما أحسن زيد)، فإنّها تعتور عليها معانٍ مختلفة لا يميز بعضها عن بعض إلا الإعراب (١) وفي الفعل مثل: (لا تأكلِ السمكَ وتشرب اللبن)، فإنها تعتور على (يشرب) معانٍ مختلفة لا يميز بعضها عن بعض إلا الإعراب (٢)؛ فظهر وجْهُ الشبه.


(١) فلك في قوله: ما أحسن زيد. ثلاثة أوجه:
أ) بناء (أحسن) على الفتح، ونصب (زيد) فتقول: ما أحسنَ زيدًا! وهذا أسلوب تعجب.
ب) بناء (أحسن) على الفتح أيضًا، ورفع (زيد) فتقول: ما أحسنَ زيدٌ. وهذا أسلوب نفي.
ج) رَفْع (أحسن)، وجرّ (زيد)، فتقول: ما أحسنُ زيدٍ؟ وهذا أسلوب استفهام أي: ما أحسن أجزائه.
(٢) فالفعل (تشرب) فيه ثلاثة أوجه:
أ) الرفع والمعنى النهي عن أكل السمك، وإباحة شرب اللبن.
ب) النصب والمعنى النهي عن الجمع بين أكل السمك وشرب اللبن.
ج) الجزم والمعنى النهي عن الأمرين مطلقًا.
فالواو في المسألة الأولى استئنافية، وفي الثانية للمعية، وفي الثالثة للعطف.