للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(م) وقد اجتمعا في قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٧].

(ش) قال في الكشاف: "فإنْ قلتَ: أيُّ فَرْق بين {عَلَيْهِمْ} الأولى والثانية؟

قلتُ: الأولى محلّها النصب على المفعولية، والثانية محلها الرفع على الفاعلية (١).

وقال ذلك؛ لأنَّ النائب عن الفاعل من قبيل الفاعل عنده (٢).

* نكتةٌ:

هل يتعلَّقان بالفعل الناقص عند مَنْ زَعَم أنَّه لا يدلُّ على الحدث؟

مَنَع من ذلك [قومٌ] وهم المبرّد والفارسي وابن جنّي والجرجاني (٣) وابن بَرهان (٤) ثم الشلوبين، والصحيح أنها كلها دالَّةٌ عليه إلا (ليس).


(١) راجع "الكشاف" للزمخشري (١/ ٢٧).
(٢) أي: عند الزمخشري.
(٣) عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي الإمام المشهور أبو بكر، أخذ النحو عن ابن أخت الفارسي، ولم يأخذ عن غيره لأنه لم يخرج عن بلده، وكان من كبار أئمة العربية والبيان شافعياً، له مؤلفات منها: "المغني في شرح الإيضاح"، "المقتصد"، "الجمل"، "العوامل المائة" وغيرها. مات سنة (٤٧١ هـ) وقيل: (٤٧٤ هـ). راجع "البغية" (٢/ ١٠٦).
(٤) عبد الواحد بن علي بن عمر بن برهان الأسدي النحوي، صاحب العربية واللغة والتواريخ وأيام العرب، قرأ على عبد السلام البصري وكان أول أمره منجّمًا فصار نحويًّا، وكان زاهدًا. مات سنة (٤٥٦ هـ). راجع "البغية" (٢/ ١٢٠).