وربما يرجح الثاني قوله:{فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} فإنه ربما يفهم منه أن المدعوِّين موجودون وإلا لما اقتُصِر على بيان أنهم لم يستجيبوا، بل كان يجاء بما يدلُّ على أنهم غير موجودين. والله أعلم.
وقوله:{وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}، إما خطاب للجميع مع الإعراض عن جواب المتبوعين، وهو الظاهر، وإمَّا خطاب للأتباع، والله أعلم.
مقتضى السياق أن يكون المراد بالشركاء الشياطين، [س ٧٤/ب] ولكن المعنى ظاهر في أن المراد الأشخاص الخيالية أو الملائكة:
أوَّلًا وثانيًا: لما مرَّ قبل هذا في الكلام على آية القصص.
وثالثًا: لقوله: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} , فإنه صريح في التفريق بين المشركين والشركاء، وإنما جاء مثل هذا في الملائكة كما في قوله تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} الآية [يونس: ٢٨]، وستأتي قريبًا إن شاء الله تعالى.
والموبق: المهلك، وفُسِّر بواد من أودية جهنم، فكأنه ــ والله أعلم ــ تَخْرُج شعبة من جهنم فتفرِّق بين الملائكة والمشركين، ويشهد له قوله بعد