للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباقي على الفاني، والدائمَ على المنقطع، والفاضلَ على المفضول، والخيرَ على الشرِّ، ودارَ المقرِّ على دار الممرِّ، ومكانَ الإقامة على طرق السفر.

وأيُّ عاقل يسعى في عمارةِ ما لا يقيم فيه، ويترك ما يقيم فيه؟ وأيُّ مُميِّزٍ يُزخرفُ طريقًا هو مارٌّ فيها وراحلٌ عنها، ويترك دارَ إقامته خرابًا؟ وإنما ذلك من الجنون، وأعقَلُ الناسِ الزاهدون.

الحديث: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي، فقال: "كُنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيل". وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء. وخُذْ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك". أخرجه البخاري (١).

وعنه - صلى الله عليه وسلم - : "لو أنَّ دلوًا من غَسَّاق يُهرَاقُ في الدنيا لأنتَنَ أهلُها، ولو أنَّ شرارةً من جهنَّم بالمشرق لوُجِدَ حرُّها بالمغرب" (٢).

وعنه صلى الله وسلَّم عليه أنه قال: "لو علمت البهائمُ من الموتِ ما علمتم ما أكلتم منها لحمًا سمينًا" (٣).


(١) برقم (٦٤١٦).
(٢) أخرج الجزء الأول بهذا اللفظ الإمام أحمد في المسند (٢/ ١١٢٣٠، ١١٧٨٦) والترمذي (٢٧٨٧) والحاكم في المستدرك (٨٧٧٩) من حديث أبي سعيد الخدري. وبلفظ آخر مع الجزء الثاني أخرجه الطبراني في الأوسط (٦٣٨١) من حديث أنس. قال الهيثمي: وفيه تمام بن نجيح وهو ضعيف، وقد وُثِّق. انظر: مجمع الزوائد (١٠/ ٧٠٨).
(٣) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٣٤) من حديث أبي سعيد. وانظر: السلسلة الضعيفة (٦٧٣٨).