للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد كان الناسُ إذا أصابهم (١) طرفٌ من القحط أقلَعوا عن كلِّ سيئة، وتابوا من كلِّ خطيئة، وسارَعوا بالأعمال الصالحة، وتبادَروا إلى القُرَب كالصدقات وغيرها عملًا بقول: "تاجِرُوا اللهَ بالصدقات" (٢)، وتلك هي التجارة الرابحة، فلا تلبث السماءُ أن ينهمرَ مطرُها، والأرض أن يُورِقَ شجرُها، ويَيْنَعَ ثمرُها؛ فافعلوا فعلَهم، فيُستجابَ لكم كما كان يُستجاب لهم.

الحديث: في صحيح مسلم (٣) عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالموا. يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدُوني أهدِكم. يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعِمْكم. يا عبادي، كُلُّكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكسُكم. يا عبادي، إنَّكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفِرْ لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلُغوا ضَرِّي فتضُرُّوني، ولن تبلُغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحد منكم ما نقصَ ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم


(١) في الأصل: "أصابتهم".
(٢) ينسب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، ونصُّه في ربيع الأبرار (٢/ ٢٨٦): "تاجروا الله بالصدقة تربحوا".
(٣) برقم (٢٥٧٧).