للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زُورَه، ويُرَوِّج عليك غرورَه. واسمعي نداءَ الموت وارتقِبي مروره، وارتدِعي عن الدنيا فإنها محذورة، ودعي قولَ الزور والعملَ به، فإنَّ كلَّ ذرَّةٍ عليكِ مسطورة.

عبادَ الله، هذه أشهرُ الحجِّ، ومواسمُ العجِّ والثَّجِّ، فتأهَّبوا لحجِّ بيت الله الحرام، وتعظيمِ شعائرِ الإسلام. قد رُوي عن رسول الله عليه أفضلُ الصلاة والسلام أنَّه قال: "مَن مَلَكَ زادًا (١) وراحلةً تُبلِّغُه إلى بيت الله، ولم يَحُجَّ، فلا عليه أن يموتَ يهوديًّا أو نصرانيًّا. وذلك أنَّ الله تبارك وتعالى يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: ٩٧] " (٢).

هذا، وإنَّ أبدعَ الكلامِ نظمًا، وأبلَغَه حِكَمًا وحُكْمًا= كلامُ مَن وسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا. والله سبحانه وتعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (١٩) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: ١٨ - ٢٠].

هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفِروه جميعًا، إنَّه هو الغفور الرحيم.


(١) في الأصل: "زاد".
(٢) أخرجه الترمذي (٨١٢) من حديث علي بن أبي طالب، وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث".