للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي جميع الشُّهور والأيام، فإنَّ شهركم هذا شهر كريم حرام، يفتتح الله به شهورَ جميع الأعوام. فأخْبِتوا فيه إلى ربِّكم، واستغفروا (١) الله لذنوبكم. واستعِيذُوا بعظمة الله وجلالِه، من الشيطان الرجيم ومكرِه ومِحاله. واشغَلُوا حواسَّكم بالله وذِكرِه (٢) والطاعة، فقد اقتربت السَّاعة.

هذا، وإنَّ لله رحمةً واسعةً كثيرةً، ومغفرةً عظيمةً كبيرةً؛ وإنَّ المؤمن إذا فعَلَ الحسنَةَ كُتبتْ له عشرُ أمثالها، وإذا فعَلَ السِّيئةَ كُتِبْت عليه سيئةٌ واحدةٌ.

وقال - صلى الله عليه وسلم - : "إذا تابَ العبدُ من ذنوبه أنسَى الله حفظتَه، وأنسَى ذلك جوارحَه ومعالمَه، حتى يلقَى اللهَ يومَ القيامة، وليس عليه من الله شاهدٌ بذنب" (٣).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ لله مائةَ رحمة، أنزَلَ منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنس والبهائم والهوامِّ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطِف الوحشُ على ولدها. وأخَّر اللهُ تسعةً وتسعين رحمةً يرحَم بها عبادَه يومَ القيامة" (٤).


(١) في الأصل: "واستغفرا"، سبق قلم.
(٢) في الأصل: "وذكراه"، ولعله سبق قلم.
(٣) أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٧٧٨) من حديث أنس، وإسناده ضعيف. انظر: "الضعيفة" (٢٤١٨).
(٤) من حديث أبي هريرة. أخرجه مسلم (٢٧٥٢).