للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علوًّا كبيرًا.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده، لا شريكَ له ولا نظيرًا، انفرَدَ بالأمر خلقًا وتقديرًا. وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه الذي بالهدى ودين الحق أرسَلَه بشيرًا ونذيرًا. فبلَّغَ الرسالاتِ، وأوضَحَ الدلالاتِ، وبصَّرَ البيِّناتِ تبصيرًا.

اللهم فصلِّ وسلِّم على هذا النبيِّ الكريم سيِّدنا محمدٍ، الذي أنقذتَ به الناسَ وقد استغشَوا من الجاهلية دَيْجُورًا، وخاضوا في المحارم طغيانًا وفجورًا. فلمَّا دعاهم أبى أكثرُهم إلَّا كفورًا، فجاهَدَ فيك حتى ترك الحقَّ واضحًا منيرًا مؤيَّدًا منصورًا.

وعلى أهل بيته الذين أذهبتَ عنهم الرجسَ وطهَّرتَهم تطهيرًا، وعلى أصحابه الذين اخترتَهم لنصرِ دينك، فكنتَ لهم نصيرًا، وجعلتَ الملائكة لهم ظهيرًا.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنَّها وصية الله لعباده؛ وأحذِّركم ونفسي معصيتَه والتهاونَ بطاعته تحذيرًا.

عبادَ الله، كيف يعصي اللهَ من هو نعمةٌ من نِعَمه، أم كيف لا يطيعِ الله من لم يزل، ولا يزال، ولن يزالَ يتقلَّبُ في كرمه، وهو سبحانه يَرُبُّه بالإحسان صغيرًا وكبيرًا. قال الله تعالى في حقِّ آدم عليه السلام إذ مكث أربعين سنةً طينًا: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: ١]. ثم ذكر غيرَه بقوله: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ [ل ٢٨/ب]