للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما نقَصَ ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صفٍّ واحدٍ، فسألوني، فأعطيتُ كلَّ واحدٍ منكم، ما نقَصَ ذلك ممّا عندي إلَّا كما ينقُص المِخيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ. يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجَدَ خيرًا فليحمد الله، ومن وجَدَ غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه" (١).

ألا، وإنَّ أبلغَ ما تنزَجِرُ به القلوب وتلينُ له الأفئدة كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفِه. والله سبحانه وتعالى يقول: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: ٣٣].

اللهم اغفِرْ لنا، وارحَمْنا، وعافِنا، واعفُ عنَّا، واهدِنا، وارزُقْنا، واكتُبْنا من عبادك الصالحين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفِروه جميعًا، إنه هو الغفور الرحيم.


(١) تقدم في الخطبة الحادية عشرة.