للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ندَبَ، وكره لكم ما كره، وعرَّفكم الخير من الشرِّ، وميَّزَ لكم النفع من الضرِّ. فمن اتَّبعَ الخيرَ فَلْيَرْجُ رحمةَ ربِّه، ومن لم يجتنب الشرَّ فلَومُه على نفسه.

واعلموا أنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا، فأتِمُّوا أعمالكم، وأكمِلوها، وحَسِّنوها، وأخلِصُوا فيها. وإيَّاكم والشبهات والمكروهاتِ، فإنَّها تجرِّئ على المحرَّمات. وإنَّ طاعةَ الله هي الجنة، وإنَّ معصيته هي النار. وإنَّ قبرَ الإنسان ومنزلَه في الآخرة هو عملُه، فإنْ كان عملُه صالحًا فقبرُه ومنزلُه صالح. وإنْ كان عملُه سيئًا فإنَّ قبرَه ومنزلَه سيئ. فَلْيَخَتَرْ لنفسه، ولينظُرْ بعقله، فيمهِّدْ لمصيره.

الحديث: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "الطُّهورُ شطرُ الإيمان، والحمدُ لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ــ أو تملأ ــ ما بين السماء والأرض، والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآن حجَّةٌ لك أو عليك. كلُّ الناس يغدو، فبائعٌ نفسَه، فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" (١).

ألا، وإنَّ أبلغَ المواعظ والهدى كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والله تعالى يقول في كتابه المبين: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: ٨].


(١) تقدم تخريجه في الخطبة الثلاثين.