للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنمَى والكنه الذي لا يُدرَك، المخصوص بـ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (١) [الشرح: ١ - ٤].

اللهم فصلِّ وسلِّم على هذا النبي سيِّدِنا محمدٍ الهادي لمن اتَّبعه، الشاهدِ على من أُصِمَّ عن إرشاده، ولمن استمعَه. وعلى آله الأخيار الناهجِين منهاجَه الذي شرَعَه، وصحابته الأبرار الواصلين ما وصَلَه والقاطعين ما قطَعَه، المنزَّل فيه وفيهم إسخاطًا للمعاندين: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الفتح: ٢٩].

أما بعد، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الملكِ الجبَّار، والتواضع والخشية للمتكبر القهَّار، والتزامِ طاعةِ مَن إليه المصير، فإمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار؛ والتمسُّكِ بعُرى الشريعة لتدخلوا في جملة الأبرار، والتجنُّب لمهاوي المزالق الشيطانيَّة قبلَ أن يُطبَع على القلوب أنَّكم في الأشرار، والإقلاعِ عن الذنوب، والإقرارِ بالعيوب، فإنَّ أعظمَها لزومُ الإصرار؛ وبالرجوع عن المهالك والتطهُّر في بحار الاستغفار، وبعدمِ القُنوطِ ــ وإن عظُمت الذنوبُ ــ عن رحمة الملك الغفَّار، والاستحياءِ من الله، فإنه كما يعلم الجهر فهو أعلم بالإسرار {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: ١٠].

عبادَ الله، عليكم بطاعته، فإنَّها أمُّ الخيرات؛ والخشيةِ من الله فإن الخشيةَ


(١) بعد "وزرك" كتب في الأصل: "إلى ذكرك" يعني استكمال الآيات.