للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث: قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "ما من بيت إلا وملكُ الموت يقفُ على بابه كلَّ يومٍ، فإذا وجَدَ الإنسانَ قد نفِد أكلُه، وانقطع أجلُه، ألقَى عليه غمَّ الموت، فغشيَتْه كُرُباتُه، وغمرَتْه سَكَراتُه؛ فمن أهل بيته الناشرةُ شَعْرَها، والضاربةُ وجهَها، والباكيةُ لِشَجْوِها، والصارخةُ بويلها. [فيقول ملكُ الموت] عليه السلام: ويلكم، مِمَّ الفزعُ؟ وفيمَ الجزَعُ! والله ما أذهبتُ لواحدٍ منكم رزقًا، ولا قرَّبتُ له أجلًا، ولا أتيتُه حتى أُمِرتُ، [ولا قبضتُ روحَه] حتى استأمرتُ (١). إنَّ لي فيكم عودةً ثم عودةً، حتى لا أُبقيَ منكم أحدًا". قال: "فوالذي نفسُ محمدٍ بيده، لو يَرون [مكانَه ويسمعون كلامه] لَذَهِلُوا عن ميِّتهم ولَبَكَوا على نفوسهم، فإذا حُمِلَ الميِّتُ على نعشه رفرفَتْ روحُه [فوقَ النعش، وهو يُنادي] بأعلى صوته: يا أهلي ويا ولدي لا تلعبَنَّ بكم الدنيا كما لعبتْ بي، [ولا تغُرَّنَّكم كما غرَّتْني. جمعتُ المال من حِلِّه] ومن غير حِلِّه، ثم خلَّفْتُه لِغيري. فالمَهْنَأةُ له، والتبعةُ عليَّ؛ فاحذَروا مثلَ ما حلَّ بي" (٢).

اللهمَّ، إنَّك أطمعتَنا في رضوانك، وحذَّرتَنا من اليأس من رحمتك وغفرانك، فنسألك أن تُلْبِسَنا حُلَلَ مِنَّتِك وحَنانِكَ، وتكتبَ لنا مجاورتَك في


(١) رسمها في الأصل: "استومرت".
(٢) حديث موضوع، وهو آخر الأربعين الودعانية وكلها موضوعة، وهي التي يقال لها في ديار اليمن "السَّيْلَقيَّة" وقد عني بشرحها غير واحد من علماء الزيدية. وضعها زيد بن رفاعة وسرقها منه ابن ودعان فركَّب لها أسانيد. انظر ترجمة ابن ودعان في "لسان الميزان" (٧/ ٣٨١) و"الفوائد المجموعة" للشوكاني بتحقيق المعلمي (٣٦٦).