وتكريمًا لخاتمِ رسله وسيِّد خليقته. فقال تعالى ــ ولم يزل متكلِّمًا عليمًا ــ:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦].
اللهم فصلِّ وسلِّم على سيِّدِنا محمدٍ رسولِك الكامل، وحبيبك السامي، ونبيِّك الأمجد؛ وعلى إخوانه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وارضَ اللهمَّ عن مُؤنسِه في غاره وعريشه، أولِ مؤمنٍ به من رجالِ أمَّته، مَن منحتَه بالهداية والتوفيق، وألقيتَ في قلبه حقيقةَ التَّصديق، خليفةِ نبيِّك على التحقيق: سيِّدِنا أبي بكر الصِّدِّيق.
وارضَ اللهم عن ثانيه في الخلافة، الشديد في دينك، والمحافِظ على طاعةِ أحبَّتِك، الآخذِ من طاعتك أوثقَ الأسباب: أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب.
وارضَ اللهمَّ عن ثالثهم فيها شهيدِ الدار، زوجِ ابنتَي المختار: أميرِ المؤمنين أبي عمر عثمانَ بن عفان.
وارضَ اللهم عن أخي نبيِّك وابن عمِّه، بابِ مدينةِ علمِه (١)، زوج كريمته وأبي ذريته، قطبِ الحرب والمحارب: مولانا أبي الحسن علي بن أبي طالب. وارضَ اللهم عن زوجته سيِّدِة النساء، وخامسة مَنْ ضمَّه الكساء: فاطمةَ البتولِ الزَّهراء. وارضَ اللهم عن ولدَيها الإمامَين الجليلين
(١) يشير إلى حديث: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها». وقد تقدم تخريجه في الخطبة (٥٧).