للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٦٠) (١)

[ل ٣٧] الحمدُ لله المتقدِّسِ عن الأشباه والأشكال، المتعالي عن الأضداد والأنداد والأمثال، المتنزِّه عن الرذائل والنقائض وسيِّئ الخِلال، المتَّصفِ بأوصاف الجلال والجمال والكمال، المخالفِ لجميع الحوادثِ في الذَّات والصِّفات على كلِّ حال. أحمده حمدَ معترفٍ بسوء الفَعال، مستغفرٍ لِذنوبه، مستمنحٍ لغزير النَّوال.

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثال. وأشهد أنَّ سيدنا محمد بن عبد الله عبدُه ورسولُه المتحلِّي بأعظم الخِلال، أرسلَه رحمةً للعالمين، فبلَّغَ ما أُرسِل به على أبلغِ مِنوال.

اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على هذا النبي الأوَّاه، الذي خصصتَه بالمكانة وعلوِّ الجاه: سيِّدنا محمدٍ، وعلى آلِه أفضلِ آل، وعلى أصحابه الذين أقمتَ بهم نصرَه، وشددتَ بهم أزرَه، وثللتَ بهم عروشَ الضَّلال.

أما بعد ــ أيها الناس ــ فأوصيكم (٢) ونفسي بتقوى الله، فاتَّقُوه في جميع الأقوال والأفعال. وإيَّاكم ومعصيتَه، فإنَّها سببُ الطرد والنَّكال.

واعلموا أنَّ هذه الدنيا دارُ ممرٍّ سريعةُ الزوال، ظاهرٌ غدرُها ومكرُها وخدعُها وخترُها للعلماء والجهَّال.

مَن الذي فازَ بالبقاء، أو أمِنَ تقلُّبَ الدهرِ مِن حالٍ إلى حال؟ أم مَن


(١) قارنها بالخطبة (٣٤).
(٢) تكرر بعده: «أيها الناس».