للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن قتيبة في كتاب "الشعر والشعراء" (ص ٩) (١): "كلُّ العلم محتاج إلى السماع (يعني التلقي من أفواه العلماء الضابطين)، وأحوجُه إلى ذلك علم الدين، ثم الشعر لما فيه من الألفاظ الغريبة واللغات المختلفة والكلام الوحشي، وأسماء الشجر والنبات والمواضع والمياه؛ فإنك لا تفصل في شعر الهذليين ــ إذا أنت لم تسمعه ــ بين "شَابَة" و"سايَة" وهما موضعان، ولا تثق بمعرفتك في حَزْم نُبايِع (٢)، [ص ٦] وعرْوان (٣) الكَرَاث، وشَسَّي عبقر (٤)، وأُسْد حَلْيَة، وأُسْد تَرْجٍ، ودُفاقٍ (٥) وتُضارِ ع (٦) [وأشباه هذا]؛ لأنه لا يلحق بالفطنة والذكاء كما يلحق مشتق الغريب ... ".

ثم ذكر أمثلة مما يقع فيه الخطأ في بعض الألفاظ.

وقال عبد الغني بن سعيد المصري في أول كتابه "المؤتلف والمختلف" (ص ٢): "أنبأنا أبو عمران موسى بن عيسى الحنيفي قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله النَّجِيرَمي يقول: أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس، لأنه شيء لا يدخله القياس، ولا قبله شيء ولا بعده شيء يدل عليه".


(١) طبعة أحمد شاكر (١/ ٨٢ - ٨٣) وما بين الحاصرتين منها.
(٢) "نُبايع" بضم النون. ضبطه ياقوت وغيره. ووقع في المنقول عنه كأنه "تبايع". [المؤلف].
(٣) بضم العين. وقيل: بفتحها. [المؤلف].
(٤) قالوا: عبقر بوزن جعفر. لكن جاء في الشعر بفتح العين وفتح الباء وضم القاف وتشديد الراء. انظر توجيه ذلك في معجم البلدان. [المؤلف].
(٥) في الأصل: "دقاق" خطأ. [المؤلف].
(٦) كذا ضبط في الأصل بكسر الراء. والوجه الثاني ضمُّها، نقله ياقوت عن ابن حبيب.