كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني

الباب الثاني في تحقيق معنى كلمة (إله)، ومعنى كلمة (العبادة) وما يلحق ذلك - خلاصة ما كانت تفعله الأقوام تجاه معبوداتها، ودعوى كل منها استحقاق معبودها أن يخضع له طلبا للنفع الغيبي - ج: 2 - ص: 549

فالعامَّة يعبدون فرعون، وفرعون يعبد الأشخاص الغيبيِّين وتماثيلهم، والأشخاص الغيبيّون يعبدون الله تعالى.

وقوم موسى لما أتوا على قومٍ يعكفون على أصنام لهم طلبوا منه أن يجعل لهم صنمًا يعكفون عليه تقرُّبًا إلى الله تعالى، وفي شأن العجل [س ١٤٧/أ] زعموا أنَّ العكوفَ عليه عبادة لله عزَّ وجلَّ.

واليهود والنصارى في شأن أحبارهم ورهبانهم أطاعوهم فيما يشرعونه من ذات أنفسهم على أن يكون دينًا، واتخذوه دينًا زعمًا منهم أنَّ ما شرعه الأحبارُ والرهبان فقد شرعه الله تعالى.

والنصارى في شأن عيسى عليه السلام منهم مَنْ زعم أنه الله تعالى، ووجَّه إليه (١) جميعَ العبادات، ومنهم مَنْ زعم أنه ابنه بالمعنى المتبادر، ومنهم مَنْ زعم أنه أحدُ الآلهة الثلاثة التي مجموعها الرَّبُّ، وكلاهما يَشْركُه في جميع العبادات، والأخيرُ هو المعروف الآن، ويعظِّمون صورة عيسى عليه السلام وصورة الصليب بناء على زعمهم أنه صُلب.

وفي شأن مريم عليها السلام

يُحضرون صورتها في كنائسهم ويجعلونها أمامهم عند [الصلاة] (٢) التي هي عبارة عن القيام والدعاء مع خفض الرؤوس، وينحنون لصورتها ويتمسَّحون بها ويستغيثون بمريم عليها السلام سائلين منها الشفاعة (٣).

---

(١) تحتمل في الأصل أن تقرأ "الله".
(٢) غير واضحة في الأصل.
(٣) من هنا التصقت ورقتان، فهل هذا من المؤلف أو من أثر البلل؟