للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنه يحسّ لها رخاوة ولين ظاهر، كما قال أبو عمرو. والله أعلم.

* * * *

([٢] /١٦٨) (١) [نقلًا عن] «الجمهرة»:

«زعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرةٌ كان عندها رجل يَلُتُّ السَّوِيق للحاج، فلما مات عُبدت، ولا أدري ما صحة ذلك؛ ولو كان كذلك، لقالوا: «اللاتّ يا هذا» (٢)، وقد قُرئ: {اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: ١٩] بالتخفيف والتشديد. والله أعلم، ولم يجئ في الشعر إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفيل:

تركتُ اللات والعزى جميعًا ... كذلك يفعل الجلد الصَّبُور

وقد سَمَّوا في الجاهلية: زيد اللات، بالتخفيف لا غير. فإن حملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أحبَّ أن أتكلم فيها». انتهى.

أقول: أما قوله: «ولم يجئ في الشعر إلا بالتخفيف» فلا حجَّة فيه؛ لأن في المشدَّد اجتماعَ ساكنين، ولا يجيء ذلك في الشعر.

نعم، يمكن في المتقارب، ولكن بشرط أن يكون قبلهما متحركان كما تقدّم (٣) في قوله:


(١) «المزهر» (٢/ ٣٢٧ - ٣٢٨). وانظر «الجمهرة»: (١/ ٨٠).
(٢) في «الجمهرة»: «اللات بتثقيل التاء لأنها تاءان».
(٣) أي في «المزهر»: (٢/ ١٠٧) باختلاف يسير. والبيت بلا نسبة في «الكامل» (١/ ٣٩) و «اللسان»: (٧/ ٧٣).