للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"ألف باء". فالله أعلم.

* [معنى حديث "صوموا الشهر وسِرَّه"]

(ج ٢ ص ٤٧٤): "وتسمِّي العرب الهلال شهرًا، قال الشاعر:

ابدأْنَ من نجدٍ على ثقةٍ ... والشهر مثل قلامةِ الظفر

ذكر هذا الخطابي (١) ــ رحمه الله ــ في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام: "صوموا الشهر وسِرَّه" (٢)، أي: مستهلَّ الشهر. وقال: العرب تسمِّي الهلال شهرًا". اهـ.

أقول: فيه بُعد. وقد حمل ابن حزمٍ الشهر على رمضان. يعني وعطفُ سِرِّه عليه مِن عطف الخاص على العام. وفي هذا ضعف؛ فإن عطف الخاص على العام إنما يحسن لنكتة.

وحَمَله غيرُه على شعبان، وهو أقرب؛ لأنه جاء في حديث آخر الإرشاد إلى صوم سَرر شعبان.

ونكتةُ العطف فيه: أن السَّرر ــ على رأي الأكثر ــ هو الأخير، وقد جاء النهي عن صوم آخر شعبان مطلقًا.

فكأنَّ حديث "صوموا الشهر وسره" كان بعد النهي المتقدم.


(١) في "معالم السنن": (٢/ ٧٤٧ بحاشية سنن أبي داود).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٣٢٩)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٣٨٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٢١٠) من حديث معاوية وفي إسناده المغيرة بن فروة فيه جهالة. انظر "ضعيف أبي داود ـ الأم" للألباني (٢/ ٢٥٨).