للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو قال: "صوموا الشهر" وسكت، لَجمعَ العلماء بين الحديثين بالعموم والخصوص، وأبقوا النهي المتقدم على حكمه؛ فزاد قوله: "وسره" نصًّا على نسخ النهي المتقدم.

أو يقال ــ وهو أولى ــ: قد كان سبق النهي عن صوم يوم الشك، وكان يحتمل أن يفهم بعض الناس من النهي الإطلاقَ ويخصِّص به عموم "صوموا الشهر"، فزاد قوله "وسِرَّه" لينبِّه على أن النهي عن صوم يوم الشك مقيَّدٌ بما إذا لم يوافق صيامًا آخر كان يصومه الرجل، كما إذا كان يصوم شعبان كلَّه. والله أعلم.

هذا كلُّه بناءً على صحة الحديث، وفيه مقال. والله أعلم.

* [شرح بيت لبشَّار بن برد]

" ألف باء " (ج ٢ / ص ٥٦٧):

"بشار:

وإذا قلتُ لها جودي لنا ... خرجَتْ بالصمت عن لا ونعمْ

قال مروان بن أبي حفصة: قلت لبشار ــ وقد أنشدني هذا الشعر ــ: هلَّا قلت:

* خرست بالصمت عن لا ونعم *

فقال: لو كنتُ في عقلك لقُلْتهُ، أتطيَّر على من أحبُّ بالخَرسَ؟ ! ".

يقول كاتبه: وفي قوله: "خرجت" لطيفة أخرى أدقُّ من التي ذكرها.

وهي أن في قوله "خرجت" إشارة إلى غرابةٍ في ما ذكره. وذلك أن