لم أجد نصًّا على تاريخ مولد حمزة، لكن قال الذهبي في "التذكرة": "أوّل سماعه بجُرجان كان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام"(١). وفي "تاريخ جُرجان" عدة أحاديث يرويها حمزة عن أبي بكر الصرامي هذا، ويذكر أنّه سمعها منه سنة ٣٥٤ إملاءً في جامع جُرجان، من ذلك في رقم (٤٨٤)، وفي رقم (٦١٨) ص ٣١١، وفي رقم (٧٨٤). فدلّت روايته عنه أنّه ضبط ما سمعه، فعُلِم من ذلك أنّ حمزة وقت السماع أي سنة ٣٥٤ كان بحيث يحضر مجالس العلم ويفهم ويضبط ما يسمع. وبالنظر إلى أنّ أباه وجده وأقاربه كانوا محدثين، يظهر أنّهم بكَّروا به في السماع، وهم من أهل جُرجان بلدة الصرام، وقد ذكر حمزة نفسه في "التاريخ" في الترجمة رقم (١٨) عن شيخه الإمام أبي بكر الإسماعيلي أنّه كتب بخطه إملاءً وهو ابن ست سنين، وذكر في ترجمة أبي معمر المفضل بن إسماعيل رقم (٩٢٧): "سمعت أبا بكر الإسماعيلي رحمة الله عليه يقول: ابني هذا أبو معمر له سبع سنين، يحفظ القرآن، ويعلم الفرائض، وأصاب في مسألة أخطأ فيها بعضُ قضاتنا"، فنستطيع أن نقول على طريق التخمين: إنّ حمزة كان عند أول سماعه ــ أي سنة ٣٥٤ ــ ابن تسع أو عشر سنين تقريبًا، فيكون مولده حوالي سنة ٣٤٥.
وأمّا منشؤه فجُرجان مقرّ آبائه، وتولّى بها الخطابة والوعظ.
وأمّا وفاته ففي "تهذيب تاريخ دمشق": "توفي بنيسابور في السنة التي توفي فيها الثعلبي صاحب التفسير، وهي سنة سبع وعشرين وأربعمائة".
(١) في "التذكرة": "الصوام" خطأ، ويقال له "الصرامي" أيضًا. [م].