وقفتُ على الرسالة المطبوعة باسم المنار، تصنيف الإمام العلَّامة المُحَقِّق أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيِّم الجوزية ــ رحمه الله ــ فأقبلتُ على مطالعتها؛ فعثرتُ على خطأ في بعضِ الأسماء والألفاظ، فكنت أُشيرُ إلى ذلك في حاشيةِ النسخة، فاتفقَ أن وقفَ عليه حضرةُ البحّاثةِ المدقق الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع، وكان هو قد لاحظَ عدَّة من ذلك عند مطالعته الرسالة، فحثَّني على تتبعها وتقييدها، فعدتُ للمطالعة مرةً أخرى مع مراجعة كتب الحديث وغيرها.
وكان مما راجعته:"الموضوعات" للمُلَّا علي قاري وإذا به قد نقل قريبًا من ثُلُثَي هذه الرسالة. قال في ص (١٣٠) من موضوعاته المطبوع ــ إسطنبول سنة ١٢٨٩ هـ ــ: "فصل: وقد سُئِلَ ابن قيِّم الجوزية: هل يمكنُ معرفةُ الحديثِ الموضوعِ بضابطٍ من غير أن يُنظر في سنده؟ فقال: هذا سؤال عظيم القدر ... " فساق المسألةَ الخامسةَ الواقعةَ في هذا المطبوع من أوَّل ص (١٥) إلى آخر ص (٥١)، لم يحذفْ إلا يسيرًا كبعض الكلام في شأن الخضر، وقد يفصلُ بين كلام ابن القيم بكلامٍ من عنده مميِّزًا له بقوله في أوَّله:"قلتُ" وفي آخره: "ثم قال".
وفي مكتبة الحرم المكيّ نسخةٌ مخطوطةٌ من موضوعاته برقم (٤٢٠) من كتب الحديث، كُتبت سنة ١٢٨٠ هـ بخط الشيخ محمد صالح ابن الشيخ محمد أمين وعليها تعليقاتٌ بخَطِّه، فعارضتُ بذاكَ النقل، ثم أفادني الشيخُ سليمانُ بالقصَّة التي أدَّتْ إلى طبع الرسالة، وأرى أن أسردها بلفظه.