قال: كنتُ يومها بحضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف، فكان مما أفاده أن بعض طلبة العلم أخبرَه أنه اطَّلع في مكتبة آل الروَّاف ــ من وجهاء أهل بريدة إحدى مدن القصيم ــ على نسخة من "المسائل الطرابلسية" ونسخة من "المنار" كلاهما لابن القيم، وأفاد فضيلة الشيخ أنه كاتب آل الروَّاف وأنهم لم يجدوا الكتابين، ولعلهما مما استُعيرَ فذهب.
وأرانا الشيخ فوائدَ نقلها ذاك الطالبُ من "المنار" وإذا منها كلام في حديث: "لا مهدي إلا عيسى" وفيه نقل عن مناقب الشافعيّ لمحمد ابن الحسن الإسنوي.
كان في هذا الخبر ما يُستغرب، فإنا لم نكن نعرف كتابًا لابن القيم باسم "المنار" ولا نعرف من مؤلفي مناقب الشافعي من يقال له: محمد بن الحسن الإسنوي، فبقيتُ بعد ذلك أبحثُ عن هذا، فراجعتُ كتبَ التراجم والفهارس فلم أظفر بشيء، حتى نظرتُ في كتاب حديث هو كتاب "هدية العارفين في أسماء المؤلفين" لإسماعيل باشا، فوجدتُه ذكر في مؤلفات ابن القيم "المنار المُنيف في الصحيح والضعيف".
ثم اتفق أن ذهبتُ في إجازةٍ رسميّة إلى مصر وكان ذلك في رمضان سنة ١٣٧٥ هـ، فزرت دار الكتب المصرية، وبحثتُ عن الكتاب فلم أجده، ثم راجعتُ فهارس المكاتب الأخرى، فوجدتُ ذكر "المنار" لابن القيم في فهرس مكتبة برلين رقم ١٠٦٩ ترجمتها: أنّ النسخة في (٤٢) ورقة، ونقل عبارة من أوّله وعبارة من آخره، فكتبتُ حينئذٍ إلى فضيلة الشيخ عبد الملك أخبره بذلك، وأنه ممكنٌ ــ بواسطة الأخ الفاضل فؤاد السيد رئيس قسم