للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخط كثير الضبط فصيحًا ختم به الحفاظ".

علومه غير الحديث: قال ابن الجوزي: "قرأ القرآن والقراءات وقال الذهبي: "قال ابن النجار في ترجمة الخطيب: نشأ ببغداد وقرأ القرآن بالروايات وعلّق شيئًا من الخلاف وقال الذهبي: "كان من كبار الشافعية وقال ابن السبكي: "كان من كبار الفقهاء". وحكى السيوطي في "تدريب الراوي" عن النووي: أنه ذكر كلامًا للخطيب والبيهقي في مذهب الشافعي في مراسيل ابن المسيب ثم قال: "فهذان إمامان حافظان فقيهان شافعيان مضطلعان من الحديث والفقه والأصول والخبرة التامة بنصوص الشافعي ومعاني كلامه". وسيأتي عن التبريزي ما يعلم منه مكانة الخطيب في العلوم الأدبية، ويأتي في الكلام على عقيدته ما يعلم منه معرفته بالكلام.

مذهبه وعقيدته: قال ابن الجوزي: "كان أبو بكر الخطيب قديمًا على مذهب أحمد بن حنبل فمال عليه أصحابه ــ الحنابلة ــ لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وآذوه فانتقل إلى مذهب الإمام الشافعي وتعصَّب في تصانيفه عليهم ورمز إلى ذمهم وصرح بقدر ما أمكنه".

ثم ذكر أمثلة مما زعمه تعصبًا من الخطيب على الحنابلة. ومن نظر بعين الإنصاف لم يجد فيها مثالاً واحدًا يظهر منه التعصب، وكأنه أراد بالمبتدعة الأشاعرة قال ابن السبكي: "وكان يذهب في الكلام إلى مذهب أبي الحسن الأشعري". ونجد الخطيب ينقل في "الكفاية" من كتب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني رأس الأشاعرة بروايته عن محمد بن عبيدالله المالكي عن الباقلاني.

وحكى ابن السبكي عن الكتاني أنه قال: "وكان ــ الخطيب ــ يذهب إلى