للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالجواب: أمَّا خبيبٌ فقصَّته في الصحيح (١)، وليس فيها أنه نادى: (يا محمَّد)، بل قال الحافظ في فتح الباري: «وفي رواية بريدة بن سفيان: فقال خُبَيبٌ: اللهم إني لا أجد مَن يبلِّغ رسولك مني السلام فبلِّغه» (٢).

وفي رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: ثم رفعوه على خشبةٍ، فلمَّا أوثقوه قال: «اللهمَّ إنا قد بلَّغنا رسالة رسولك، فبلِّغه الغداة ما يُصْنَعُ بنا» (٣).

وقال ابن إسحاق أيضًا: وحدَّثني بعض أصحابنا، قال: كان عمر بن الخطَّاب استعمل سعيد بن عامر بن حِذْيَمٍ، فذكر قصَّةً، وفيها من كلام سعيدٍ: «والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأسٍ، ولكنِّي كنتُ فيمَن حضر خُبيب [٥٣٨] بن عديٍّ حين قُتِل وسمعتُ دعوته» (٤)، ولم يفسِّر الدعوة، ولا ذَكَر أنه نادى: (يا محمَّد).

وهذه القصَّة ــ أعني قصَّة سعيد بن عامرٍ ــ هي التي جاء فيها تلك الكلمة، رواها أبو نُعَيمٍ في الحلية من طريق الهيثم بن عديٍّ، نا ثور بن يزيد،


(١) انظر: صحيح البخاريِّ، كتاب الجهاد والسير، بابٌ هل يستأسر الرجل؟ ٤/ ٦٧، ح ٣٠٤٥. وكتاب المغازي، باب ١٠، ٥/ ٧٨ - ٧٩، ح ٣٩٨٩. وباب غزوة الرجيع ... ، ٥/ ١٠٣، ح ٤٠٨٦.
(٢) فتح الباري ٧/ ٢٦٩. [المؤلف]. بريدة بن سفيان ضعيف, ولكن الرواية مخرجة من طريق أخرى عند الطبراني في الكبير ٥/ ٢٥٩، ح ٥٢٨٤.
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٢. [المؤلف]
(٤) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٢. [المؤلف]