للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى [تعلم أ] قالها أم لا؟ » (١).

وفي الصحيحين من حديث المقداد أنه قال: يا رسول الله، أرأيت إن لقيتُ رجلًا من الكفار فاقْتَتَلْنَا فضرب إحدى يديَّ بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لا تقتلْه»، فقال: يا رسول الله إنَّه قطع إحدى يَدَيَّ، ثم قال ذلك بعد ما قطعها، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لا تقتلْه، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنَّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال» (٢).

وفي قصة خالد بن الوليد في سَرِيَّته إلى بني جذيمة أنه قتل جماعة منهم، قد قالوا: «صبأنا» (٣) ولم يحسنوا قولَ: «أسلمنا»، فوداهم (٤) النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» (٥).


(١) صحيح مسلمٍ، الموضع السابق، ١/ ٦٧، ح ٩٦ (١٥٨). [المؤلف]. وما بين المعقوفتين سقط من الأصل، فاستُدرِك من الطبعة التي نقل عنها المؤلِّف.
(٢) البخاريّ، كتاب المغازي، باب ١٢، ٥/ ٨٥، ح ٤٠١٩. مسلم، الموضع السابق، ١/ ٦٦ - ٦٧، ح ٩٥. [المؤلف]
(٣) قال ابن بطّال: أرادوا بها «أسلمنا»، فجهلوا فقالوا: «صبأنا». وإنما قالوا ذلك؛ لأن قريشًا كانت تقول لمن أسلم مع النبيِّ: «صبأ فلانٌ».
(٤) أي: أعطى ديتهم. النهاية ٥/ ١٦٩.
(٥) البخاريّ، كتاب المغازي، باب بعث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد ... ، ٥/ ١٦٠ - ١٦١، ح ٤٣٣٩. [المؤلف]