للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلعبون» (١).

أقول: في ترجمة أبي الجوزاء من التاريخ الكبير للبخاري (٢): «وقال لنا مُسَدَّد: عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء قال: أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها. قال محمد: في إسناده نظر».

ونبه الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي الجوزاء من تهذيب التهذيب (٣) على أن البخاري إنما قال هذا لمكان النكري، قال: «والنكري ضعيف عنده» أي: عند البخاري، ولم يذكر في ترجمة النكري أحدًا وثَّقه إلا قول ابن حبان في الثقات (٤): «يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب». وقد عُرِفَ من مذهب ابن حبان في الثقات أنه يذكر فيها المجاهيل، ومع ذلك فقوله: «يعتبر حديثه» ظاهر في أنه لا يعتمد عليه.

وقوله: «يخطئ ويغرب» الظاهر أنه وصف للأب؛ لأن هذا الكلام في ترجمته، ولأنه الموافق لقوله: «يعتبر حديثه»؛ [٧٢٢] إذ الحكم عندهم فيمن يخطئ ويغرب أن يعتبر به ولا يعتمد عليه، ولأن كلام ابن حبان في الابن صريح في أنه لا يعتبر بروايته أصلًا، فهو عنده أسوأ حالًا من أن يكون يخطئ ويغرب فقط، والله أعلم.


(١) تفسير ابن جرير ١٤/ ٢٧ - ٢٨. [المؤلف]
(٢) ٢/ ١٦ - ١٧.
(٣) ١/ ٣٨٤.
(٤) ٧/ ٢٢٨. وانظر: تهذيب التهذيب ٨/ ٩٦.