للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما قول الذهبي في الميزان (١): «ثقة» فإنما اعتمد ذكر ابن حبان له في الثقات، وقد علمت ما فيه.

وسعيد بن زيد مختلف فيه، والحسن بن أبي جعفر ضعيف جدًّا على عبادته.

وأخرج ابن جرير أيضًا من طريق أبي صالح، عن معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {لَعَمْرُكَ}، يقول: لَعَيْشُك، {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)} قال: يتمادون (٢).

وهذا السند ضعيف عندهم، إلا أن البخاري يستأنس بما رُوِيَ به فيعلِّقه في صحيحه، وأبو صالح ومعاوية بن صالح مختلف فيهما، وعلي بن أبي طلحة فيه شيء، ونصَّ الأئمة أنه لم يسمع من ابن عباس، ولكن ذكروا أنه سمع التفسير من مجاهد عن ابن عباس، وهذا لا يغني؛ لأننا لا ندري في هذه الرواية أمِمَّا سمعه من مجاهد هي أم لا؟ (٣).

وقال ابن جرير: «وحدثني أبو السائب قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يقول الرجل: لعمري، يرونه


(١) ٣/ ٢٨٦.
(٢) تفسير ابن جرير ١٤/ ٢٨. [المؤلف]
(٣) أثنى الإمام أحمد على صحيفته في التفسير, وقال أيضًا: «له أشياء منكرات»، ودافع عنه الحافظ ابن حجر بأنه «حمل عن أصحاب ابن عباس»، وقال: «بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك». العلل للإمام أحمد رواية المروذي ص ١٦٨، الناسخ والمنسوخ للنحاس ١/ ٤٦٢، العجاب ١/ ٢٠٧، الإتقان ٦/ ٢٣٣٢.