للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كقوله: وحياتي» (١).

أقول: أبو معاوية والأعمش يدلِّسان.

[٧٢٣] وذكر في لسان العرب (٢) الأثر عن ابن عباس ثم قال: «قال أبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا، ويقولون: معنى لعمرك: لدينك الذي تعمر.

وأنشد لعمر بن أبي ربيعة (٣):

أيها المنكح الثريّا سهيلًا ... عمرك الله كيف يجتمعان

قال: عمرك اللهَ: عبادتك الله، فنصب.

وأنشد (٤):

عمركِ الله ساعةً حدِّثينا ... ودَعِينا مِنْ قَول مَنْ يؤذينا

أقول: لأهل اللغة اضطرابٌ كثير في هذه الكلمة، وحاصله أن العَمر بالفتح يأتي بمعنى الدِّين، وبمعنى العبادة، ويمكن أن يكون المعنيان واحدًا، وبمعنى الحياة لغة في العُمر بضم العين، والضم أشهر، ولم يأت قولهم: لعمرك إلا بالفتح، وهذا مما يضعف تفسيره بالحياة.

ولا حاجة للإطالة، بل نقول: إنَّ ما صح عمَّن يُعْتَدُّ بقوله من الصحابة


(١) تفسير ابن جرير ١٤/ ٢٨. [المؤلف]
(٢) ٤/ ٦٠١.
(٣) ديوانه: ٥٠٣.
(٤) في لسان العرب: (ذرينا) بدل (دعينا). وهو كذلك في تهذيب اللغة ٢/ ٣٨١. وانظر رواية: (دعينا) في المخصص لابن سيده، المجلد الخامس (١٧/ ١٦٥).