للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله.

سيدي الأخ الصفي أحمد بن يحيى المعلمي العتمي، سلمه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما أدري كيف أعتذر إليك من تأخير الجواب، ولقد سوّدت الجواب مرارًا ثم لا تطمئن نفسي إليه فأقول: لعل التأخير إلى مدة خير، والآن حصحص الحق وحق كتابة الجواب على أي حال كان.

فأنا الآن أبوح إليك بالحقيقة، معاشي الذي أتقاضاه شهريًا لا يفضل عن مصاريفي بعد محاولة الاقتصاد؛ لأن أثمان الأشياء ارتفعت جدًّا تتراوح ما بين خمسة أضعاف إلى ما فوقها لا يُستثنى من هذا شيء، حتى التراب الأحمر ــ وهو من تراب هذه الأرض ــ لا يُجْلَب إليها من الخارج ولا ينقل منها إلى الخارج إلّا في .... إن العامل يحفر خارج البلدة بنحو ميل ثم يحمله إلى بلده ويبيعه. فالقدر الذي كان يباع بآنة (١) يباع الآن بخمس آنات وأكثر.

وكان الأخ سليمان وعد بأنه سيجيء إلى هنا فلم أزل أترقب قدومه لأشاوره في أمرك حتى أستطيع أن أشير عليك بأمر يُرجى أن لا تكون عاقبته أن تلومني. وقد قيل: في كلِّ وادٍ بنو سعد (٢).

الأمور هنا مضطربة وتؤذن بانفجار شديد تصير به هذه البلدة مثل جهتكم أو أشد خطرًا، ومن القواعد الفقهية: "الضرر لا يزال بالضرر".


(١) الرّبية الهندية كانت تساوي ١٦ آنة.
(٢) الجملة غير واضحة، وهكذا قرأتها بعد تأمّل.