وصل كتابك الأخير الملفوف بكتاب الأخ سعيد بامردوف، ولا أكتمك يا أخي أنني أيضًا قد سوّدت قبل وصول كتابك عدة مكاتيب ثم لا أرى فائدة لإرسالها، وكذلك بعد وصول كتابك، والآن قويت الهمّة على إرسال هذا.
أرجو أنني غير خالي الذهن من التفكّر في شأنك، ولكن أكره أن أشغلك بالتفكّر في شأني، فاعلم يا أخي أن الأحوال هنا من عدة سنين متضايقة، وهي الآن كذلك، والأمور السياسية مضطربة جدًّا لا يُدرى عما تتمخض، واستقراري الآن متزلزل لا أدري لعلي أضطر إلى التحول، وما لم يطمئن البال بالاستقرار لا أقدر أشير عليك بشيء. وأرجو إذا هدأت الأمور وظهر الاستقرار العام والخاص أن أكتب إليك بما ينبغي.
هذا خلاصة الأمر الآن، ولا تظن أنني مضطرب أو منزعج أو مشوَّش، بل أنا بحمد الله عز وجل في خير ولكن الأحوال نفسها مضطربة ومشوشة، وبالجملة فلا يمكنني الآن أن أشير عليك، وإذا أراد الله تعالى [شيئًا] هيأ أسبابه، والسلام.