بعضهم وتحقيق معناها". وهكذا استطال الكلام، واستغرق نصف صفحات الرسالة. وكان للشيخ عز
الدين بن عبد السلام النصيب الأوفر من هذه المناقشات، فإن كتابه "مجاز القرآن" (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز) كان بين يدي المؤلف، فنقل ما كتبه في هذه المسألة، وردّ عليه أكثر ما قال.
هذه الرسالة محفوظة في مكتبة الحرم المكي الشريف ضمن مجموع رقمه ٤٦٩٣، ومنه مصورة برقم ٣٥٩٣. المجموع في ٥٠ ورقة غير مرقمة، ورسالتنا في آخره في الأوراق ٤٢ - ٤٩. وفي كل صفحة منها نحو ٣٢ سطرًا. وهي مبيضة، ولكن المؤلف تناولها في مواضع كثيرة بالضرب والتصحيح والإلحاق.
وقد وجدنا بعد تحقيق هذه الرسالة رسالة أخرى ضمن مجموع سيأتي وصفه، فسَّر فيها المؤلف البسملةَ مع سورة الفاتحة دون فاصل بينهما، فكأنه اعتدَّها آية من الفاتحة.
وهي مسودة تكلَّم فيها أولًا على الباء والاسم في "بسم"، وتعرض لمسألة الاسم والمسمى، ولكنه كلام مختصر. وقد بسطه في المبيضة غاية البسط، وبالغ في تفصيله وتنقيحه، وقد ذهب كلامه على المسألة بعُظْم الرسالة كما رأينا.
ثم فسَّر "الرحمن الرحيم"، ولكنه لم يتمّ الكلام وضرب على ما كتبه.
ثم كتب أربعة فصول لم يتناول معناها في المبيضة. أولها ــ وهو طويل ــ في تعجرف المشركين في شأن الاسم الكريم "الرحمن"، إذ قالوا لما