ومنها قوله في مسألة الإضلال من الله:"وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام على ذلك"(ص ٤٨).
يظهر من أسلوب المؤلف في هذه الإحالات أنه سيأتي الكلام على
الموضوعات المذكورة في تفسير سورة الفاتحة نفسه، ولكن لم نجده في مخطوطة التفسير.
وثمة إحالات يشير فيها إلى رسائل أخرى له دون تسميتها، ولعله ينوي تأليفها. وقد يكون في نيته تفسير سور أخرى كاملة أو بعض آياتها ويريد أن يفصل القول هناك.
وذلك كقوله بعد تفسير معنى العبادة:"وقد ذُكر هنا ما تيسَّر، وإذا أذِن الله فسترى كثيرًا من ذلك في مواضعه"(ص ٢٩).
وفي موضع آخر ذكر وجهين فيما أخبر الله تعالى عن المشركين بأنهم يعبدون الشيطان. فذكر الوجه الأول. وأما الوجه الثاني فقال فيه:"قد بينته في رسالة العبادة، ولعله يأتي في موضع آخر إن شاء الله تعالى"(ص ٢٥).
وقال بعد تحقيق معنى العبادة:"وقد أقمت بحمد الله تبارك وتعالى البراهينَ على هذا التفصيل في رسالة العبادة. وإذا يسَّر الله تبارك وتعالى فسيأتيك كثير منه في مواضعه".
وقد أحال المصنف رحمه الله في هذا التفسير على "رسالة العبادة" له مرة بعد مرة. ويدل كلامه في موضع على أنه لما سوَّد تفسير الفاتحة هذا لم تكن رسالة العبادة قد بلغت مرحلة التمام. وذلك قوله بعد تفسير معنى