للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"سبحان ربي الأعلى"، ويمتثلون الأمر بتنزيه الاسم بعملهم، كما نهي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أن يقال لإنسان: "ملك الأملاك" (١). وغيَّر كنية من كان يكنى "أبا الحكم"، وقال: "الحَكَم الله" (٢). وغيَّر اسم من كان يسمَّى "عزيزًا" (٣). بل جاء عنه أنه جاءه رجل، فذكر له أنه طبيب، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "أنت رفيق، والله هو الطبيب" (٤). وأن قومًا جاؤوه، وقالوا: أنت سيدنا، فقال: "السيد الله" (٥).

وتبعه أصحابه رضي الله عنهم، بل جاء عن عمر أنه كره التسمِّي بأسماء الملائكة والأنبياء (٦).


(١) يشير إلى حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري في الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله (٦٢٠٦) ومسلم في الأدب، باب تحريم التسمّي بملك الأملاك (٢١٤٣).
(٢) وكناه أبا شريح. أخرجه أبو داود في الأدب، باب تغيير الأسماء (٤٩٥٥) والنسائي في آداب القضاة، باب إذا حكّموا رجلًا فقضى بينهم (٥٤٠٢) بإسناد صحيح.
(٣) ذكره أبو داود في باب تغيير الاسم القبيح (٤٩٥٦) مع أسماء أخرى غيّرها النبي - صلى الله عليه وسلم - وترك أسانيدها للاختصار.
(٤) أخرجه أبو داود في كتاب الترجل، باب الخضاب (٤٢٠٧) بإسناد صحيح.
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في الرفق (٤٨٠٨) بإسناد صحيح.
(٦) أخرج إسحاق بن راهويه في "مسنده" (كما في "المطالب العالية": ١٢/ ١٣١، و"إتحاف المهرة": ٦/ ٤٣) عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع كل غلام اسمه اسم نبي، فأدخلهم دارًا، وأراد أن يغيِّر أسماءهم، فشهد آباؤهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماهم ... وإسناده حسن.
وأخرج ابن سعد (٥/ ٦) أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم، فدخل على عمر في ولايته حين أراد أن يغيِّر اسم مَن تسمَّى بأسماء الأنبياء، فغيَّر اسمه، فسمَّاه "عبد الرحمن"، فثبت اسمه إلى اليوم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ (العظمة: ٤/ ١٤٨٠) وغيرهم عن عمر أنه سمع رجلًا ينادي بمنى: يا ذا القرنين. فقال له عمر: اللهم غفرًا! ها أنتم قد سميتم بأسماء الأنبياء، فما بالكم وأسماء الملائكة!
وانظر: "الروض الأنف": (٢/ ٦٦)، و"تحفة المودود" (١٨٥).