للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها: عن أبي عبيدة قال: لما هزمت قيس لجأت إلى خباء سبيعة ... وقال ضِرار بن الخطّاب الفهري:

ألم تسأل الناس عن شأننا ... ولم يُثبتِ الأمرَ كالخابرِ

غداةَ عكاظَ إذ استكملت ... هوازنُ في كفّها الحاضر

إلى أن قال:

فلما التقينا أذقناهمُ ... طعانًا بسمر القَنا العائرِ

ففرّت سُلَيمٌ ولم يصبروا ... وطارت شَعاعًا بنو عامرِ

[ص ١٦] وفرّت ثقيفُ إلى لاتها ... بمنقلَب الخائبِ الخاسر

فأما أبو رِغال، فلم يكن رئيس ثقيف (١)،

وإنما في القصة أنه كان رجلًا منهم. وإنما رجمت العرب قبره لأنه ــ كما يظهر من سياق القصة ــ خرج طائعًا، على أنه لم يثبت أنه كان دليل أصحاب الفيل. بل قد قيل: إنه كان قبل ذلك بزمان، حتى قيل: إنه كان في عهد صالح النبي عليه السلام. وقد بسط ذلك في "معجم البلدان" (٢)، وسيأتي ترجيح ذلك، والدليل عليه في الكلام على رمي الجمار، فصل (ح).


(١) لعل المعلِّم رحمه الله أخذه من قول أمية بن أبي الصلت:
وهم قتلوا الرئيس أبا رغال ... بنخلة إذ يسوق بها الظعينا

كذا في الحيوان (٦/ ١٥٦) ومروج الذهب (٢/ ٧٩). ولكن المقصود هنا أبو رِغال القديم الذي قتله قسيّ بن منبّه، وهو ثقيف جدّ قبيلة أميّة.
(٢) (٤/ ٢٦٣ - ٢٦٤). [المؤلف]. ط بيروت (٣/ ٥٣ - ٥٤). وقد رجح ياقوت قول ابن إسحاق، وفيه أن مسعود بن معتّب قال لأبرهة: " ... ونحن نبعث معك من يدلّك عليه، فتجاوز عنهم، وبعثوا معه بأبي رِغال رجل منهم يدلّه على مكة ... ". وانظر: (٥/ ١٦١).